تسارعت أمس - داخل ليبيا وخارجها - ردود الأفعال على مذكرة الاعتقال التى صدرت أمس الأول عن المحكمة الجنائية الدولية بحق العقيد الليبى معمر القذافى وابنه سيف الاسلام ورئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي.
وجددت طرابلس رفضها لقرار المحكمة الجنائية الدولية قائلة إنها لا تقبل اختصاصات المحكمة .
وأضاف وزير العدل الليبى محمد القمودى فى مؤتمر صحفى فى طرابلس «ليبيا ليست طرفا فى اتفاقية روما ولا تقبل باختصاصات المحكمة الدولية التى يبدو واضحا أنها مشكلة للعالم الثالث.» وأضاف القمودى «العقيد القذافى ونجله ليس لديهم أى مركز رسمى فى الحكومة الليبية ولذلك ليس لديهم أى علاقة بقرارات المحكمة الدولية ضدهم.» ولا يشغل القذافى أى منصب رسمى فى النظام السياسى بليبيا رغم أنه يحكم البلاد منذ أكثر من 41 عاما. وفى سياق مقابل ، تواصلت الاحتفالات لليوم الثانى فى بنغازى ،وأطلق المواطنون أبواق سياراتهم ولوحوا بالاعلام واطلقوا النار فى الهواء واشاروا بعلامة النصر فى الشوارع. وقالت المعارضة إن قرار المحكمة يقضى على اى احتمال للتفاوض مع القذافي.
وأشاد المجلس الوطنى الانتقالى الليبى بأمر الاعتقال مؤكدا أنه سيسرع من رحيل القذافى عن السلطة. وأضاف عبد الجليل : «نثمن عاليا دور العدالة الجنائية الدولية وعدالة ومصداقية المدعى العام الذى حرص على جمع الادلة بشكل شفاف وحقوقي»، وحيا المحكمة الجنائية الدولية.
وعلى الصعيد نفسه، اعتبر الأمين العام لحلف شمال الأطلسى أندرس فوج راسموسن أمس أن أمر الاعتقال بحق القذافى يؤكد مرة جديدة عزلته ويعزز دوافع شن العملية فى ليبيا.
ودعا وزير الخارجية البريطانى وليام هيغ - من جانبه - المقربين من القذافى إلى التخلى عنه ، مؤكدا أن القرار يضفى شرعية جديدة للمهمة الإنسانية التى يقوم بها الحلف الأطلسى فى ليبيا .
وعلى صعيد آخر ، قال دبلوماسيون غربيون - أمس الأول - أن لجنة عقوبات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة فرضت حظرا على سفر زوجة الزعيم الليبى معمر القذافى خارج ليبيا وأمرت بتجميد أموالها فى الخارج.
ورغم أن القذافى وأفراد أسرته فى القائمة السوداء للأمم المتحدة منذ فبراير إلا أن روسيا عرقلت على مدى عدة أشهر إضافة زوجة القذافى صفية ووزير التخطيط والمالية عبد الحفيظ الزليطنى إلى قائمة الأفراد الذين يواجهون حظرا على السفر وتجميد الارصدة حتى الأسبوع الماضي.
وقال دبلوماسيون بالمجلس ان لجنة عقوبات الأمم المتحدة ضد ليبيا مازالت تبحث فرض عقوبات على العديد من الافراد والشركات الليبية لكن روسيا والصين تواصلان عرقلة اضافتهم الى القائمة. وصل القاهرة محمد إسماعيل مستشار سيف الإسلام القذافى،نجل الزعيم الليبي معمر القذافى ،قادما على طائرة خاصة من جزيرة جربة التونسية في زيارة لمصر وصفها المقربون منه بأنها خاصة.
وفي نفس السياق استقبل المطار 98 مصريا من العاملين في ليبيا قادمين على طائرة خاصة من جربة بعد هروبهم من الأوضاع فى ليبيا عن طريق الحدود الليبية التونسية.